قالت مراسلة الجزيرة في القدس المحتلة إن مستوطنين وشرطة الاحتلال اعتدوا اليوم الخميس على الفلسطينيين داخل البلدة القديمة وفي منطقة باب العمود بالقدس، جاء هذا تزامنا مع بدء آلاف المستوطنين والمتطرفين اليهود المشاركة في ما يعرف بمسيرة رقص الأعلام الإسرائيلية في المدينة المحتلة، بمشاركة وزراء في الحكومة الإسرائيلية.
وبدأت “مسيرة الأعلام” عصر اليوم الخميس من القدس الغربية، ثم وصلت إلى منطقة باب العامود (أحد أبواب البلدة القديمة)، وستجوب المسيرة محيط البلدة القديمة وأزقة الحي الإسلامي، قبل أن تصل إلى حائط البراق الذي يسميه اليهود حائط المبكى.
ومن بين المشاركين في المسيرة في باب العامود وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وزير المالية يتسلئيل سموتريتش، ووزيرة المواصلات ميري ريغيف، ووزير الطاقة والبنى التحتية يسرائيل كاتس، كما يشارك في المسيرة يولي يوئيل إدلشتاين رئيس لجنة الخارجية والأمن في البرلمان الإسرائيلي.
שר האוצר בצלאל סמוטריץ׳ יחד עם חברי מפלגתו, הגיעו כעת לריקוד הדגלים בירושלים. pic.twitter.com/fVAmvVIaUd
— חזקי ברוך (@HezkeiB) May 18, 2023
وتقام المسيرة منذ العام 1958 من أجل الاحتفال باحتلال إسرائيل للشطر الشرقي للقدس، وتنظم المسيرة جماعات يمينية متطرفة ومستوطنين بموافقة وحماية الحكومات الإسرائيلية المتتالية.
وأوردت وكالة الأناضول أن الشرطة الإسرائيلية اعتدت بالضرب على عدد من الفلسطينيين في باب العامود والبلدة القديمة وأجبرتهم على مغادرة المنطقة.
وأفاد شهود للوكالة نفسها أن الشرطة أخلت منطقة باب العامود وأقامت حواجز بمحيطها استعدادا للمسيرة.
وبثت منصات إسرائيلية وفلسطينية مشاهد من اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على المنازل والأهالي في القدس المحتلة، تزامناً مع مسيرة الأعلام، ووثقت مقاطع أخرى ترديد المستوطنين لهتافات عنصرية تدعو للقتل والانتقام وسحق الفلسطيني واسمه من الوجود خلال هذه المسيرة، إضافة إلى التباهي بالشعب الإسرائيلي.
קבוצה לא מזוהה: “שישרף לכם הכפר”. pic.twitter.com/fNjrS5HvzS
— نير حسون Nir Hasson ניר חסון (@nirhasson) May 18, 2023
وفرضت سلطات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة في أرجاء مدينة القدس لتأمين المسيرة، التي ينظمها المستوطنون في الذكرى السنوية الـ56 لاحتلال الشطر الشرقي من القدس وضمها وفق التقويم العبري.
وقد نشرت الشرطة نحو 3300 من عناصرها، ونصبت حواجز عسكرية، وأغلقت منطقة باب العامود بالكامل أمام حركة الفلسطينيين، وأصدرت شرطة الاحتلال بيانا قالت فيه إن مسار المسيرة لن يشمل اقتحام المسجد الأقصى.
وفي مدينة اللد داخل الخط الأخضر، انطلقت مسيرة أخرى يشارك فيها بضعة آلاف من المستوطنين ويرفعون الأعلام الإسرائيلية لإحياء ذكرى استكمال احتلال القدس وتوحيدها وإعلانها عاصمة لإسرائيل.
اقتحام الأقصى
وكان أكثر من 1200 مستوطن قد اقتحموا صباح اليوم الخميس باحات المسجد الأقصى قبل ساعات من بدء مسيرة الأعلام التي ينظمها المستوطنون وأتباع التيارات الدينية المتطرفة.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن هذه الاقتحامات حضرها وزير في الحكومة الإسرائيلية و3 أعضاء في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي).
وبث صحفي إسرائيلي، على حسابه في تويتر، مقطع فيديو يوثق مشاركة وزير تطوير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاف في اقتحام باحات المسجد الأقصى صباح اليوم.
وذكرت مراسلة الجزيرة في القدس نجوان سمري أنه خلال اقتحامات الحرم القدسي، ردد المستوطنون عبارات نابية في حق رسول الله عليه الصلاة والسلام، كما أدوا صلوات تلمودية في باحات المسجد الأقصى، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية.
في المقابل، منعت سلطات الاحتلال دخول الفلسطينيين إلى المسجد طيلة فترة الاقتحامات في الصباح وبعد صلاة الظهر، وقبل ذلك أفرغ الاحتلال الحرم من المرابطين والمرابطات فيه.
في المقابل، حذّرت الرئاسة الفلسطينية من أن مسيرة الأعلام ستؤدي إلى التوتر وتفجير الأوضاع، وحملت وزارة الخارجية الفلسطينية حكومة إسرائيل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن المسيرة الاستفزازية ونتائجها وتداعياتها، ليس فقط في القدس، وإنما على ساحة الصراع، وفق تعبيرها.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل بشكل مكثف على تهويد القدس الشرقية وطمس هويتها الإسلامية والعربية، وهم يتمسكون بها عاصمةً لدولتهم المأمولة استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا بضمها إليها في 1981.
موقف الفصائل
وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم إن الشعب الفلسطيني “لن يسمح بمرور مخططات الاحتلال الرامية إلى العبث بهوية المسجد الأقصى، وسيواصل نضاله المشروع لتثبيت هوية المسجد الفلسطينية العربية الإسلامية”.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان، إن استمرار حالة الصمت العربي والدولي إزاء ما يحدث في القدس، شجع الاحتلال للتمادي في هذه السياسات والإجراءات الرامية لتهويد المدينة وتكريس التقسيم المكاني والزماني في الأقصى، ودعت الجبهة القمة العربية المقررة غدا الجمعة في السعودية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه القدس.
كما قالت حركة المجاهدين الفلسطينية، في بيان، إن مسيرة الأعلام واقتحام الأقصى لن ينجحا في شرعنة وجودهم (الاحتلال) على فلسطين.
وأما تجمّع فصائل المقاومة الفلسطينية فاعتبر، عبر بيان، أن مسيرة الأعلام محاولة فاشلة لفرض السيطرة والسيادة على الأقصى، داعيا إلى تصعيد العمل المقاوم والتحرك الشعبي لإفشال المخططات الإسرائيلية في الأقصى.
مسيرات فلسطينية
وقد انطلقت مسيرات جماهيرية دعت إليها فصائل العمل الوطني والإسلامي في قطاع غزة، في المنطقة الحدودية شرق مدينة غزة، تنديداً ورفضاً لمسيرة الأعلام التي تنظمها الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة في مدينة القدس.
ورفع المشاركون الاعلام الفلسطينية، كما أشعلوا الإطارات المطاطية بجوار الشريط الحدودي مع الاحتلال، ورشقوا قوات الاحتلال في الجانب الآخر من الشريط بالحجارة.
وقال مراسل الجزيرة في غزة إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المدمع تجاه المتظاهرين شرق مدينة غزة.

وفي وقت سابق اليوم، ورفع العشرات في قطاع غزة في وقفتين منفصلتين نظمت اليوم الخميس أعلام فلسطين، ونددوا بمسيرة الأعلام.
ونظم الوقفة الأولى المكتب الإعلامي الحكومي (تديره حركة حماس) في مدينة غزة، في حين نظمت الوقفة الثانية في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، ونظمتها الهيئة العامة للشباب والثقافة ومراكز شبابية.
كما حذر الأردن من “تفاقم الأوضاع في ضوء السماح بالمسيرة الاستفزازية التصعيدية في القدس المحتلة”، وقالت الخارجية الأردنية إنها تدين السماح لوزير بالحكومة الإسرائيلية ولأعضاء من الكنيست وللمتطرفين باقتحام الأقصى.